recent
أخبار ساخنة

بحث حول: مجتمع البحث وكيفية اختيار العينة

 بحث حول: مجتمع البحث وكيفية اختيار العينة


تمهيد
المبحث الأول: الإطار النظري لمفهوم المجتمع والعينة
المطلب الأول: تعريف المجتمع والعينة
المطلب الثاني: كيفية اختيار العينة
المطلب الثالث: أنواع العينات
المطلب الرابع : أساليب اختيار العينة ومزاياها وعيوبها
المبحث الثاني: الإطار النظري لمجالات الدراسة
المطلب الأول: المجال الزمني
المطلب الثاني: المجال المكاني
المطلب الثالث: المجال البشري
 الخلاصة


تمهيد :

بعد أن يقوم الباحث بتحديد مشكلة البحث وفرضياته وقبل تحديد أداة القياس وجمع المعلومات، لابد له من تحديد مجتمع الدراسة، لإن صياغة الفرضية يكون على شكل عبارة تتكون من متغيرات تشكل المجتمع الاحصائي والذي يعرف بأنه جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع مشكلة البحث.

وإذا قام الباحث بإجراء دراسته على جميع أفراد المجتمع، فإن نتائج دراسته تكون أقرب للواقع وأكثر دقة، ولكن الباحث قد يجد صعوبة في التعامل مع كل مشاهدة من مشاهدات المجتمع لعدة أسباب، مما سيضطر لإجراء الدراسة على مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة، وهذه المجموعة نسميها عينة الدراسة.

وعليه يمكن صياغة الإشكالية التالية

ما مدى دقة وصحة النتائج المحصل عليها باختيار عينة دراسة من المجتمع الكلي للدراسة ؟

ومنه يمكن صياغة الأسئلة الفرعية التالية :

1-   ما هي العينة ؟

2-   كيف يتم اختيار هذه العينة ؟

3-   ما هي أنواع العينة وما هي مزايا وعيوبها ؟

4-   كيف يتم تحديد مجالات الدراسة في البحث العلمي ؟

المبحث الأول: الإطار النظري لمفهوم المجتمع والعينة

قبل التطرق لمفهوم العينة وأنواعها، وجب التنويه إلى دور مجتمع الدراسة بحيث يشكل المجتمع المجموع الكلي من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة المدروسة.

ويختلف مفهوم مجتمع الدراسة عن مفهوم المجتمع بكله العام، حيث لا يتم تناول جميع فئات المجتمع أو خصائصه لصعوبة ذلك، بل يتم أخذ عينة منه فقط.

يختلف معنى مجتمع الدراسة عن معنى عينة الدراسة

حيث يشير معنى مجتمع الدراسة إلى [ المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحث إلى أن يعمم عليها النتائج ذات العلاقة بالمشكلة المدروسة ][1]

بينما يشير معنى عينة الدراسة إلى [ تلك العينة التي تتوزع فيها خصائص المجتمع بنفس النسب الواردة في المجتمع ][2]

المطلب الأول: تعريف المجتمع والعينة

يمكن إيجاز مفهوم العينة من خلال المفاهيم التالية:[3]

-         العينة هي اختيار جزء من الكل وهذا الجزء بدوره يتكون من الكل، والعينة هي عملية تأتي لتسهيل البحث العلمي تعطي نتائج على العموم دقيقة وتجيب على معظم أسئلة الموضوع.

-         هي عبارة عن عدد محدود من المفردات التي سوف يتعامل معها الباحث منهجيا ويشترط فيها أن تكون ممثلة لمجتمع البحث في الخصائص والسمات.

فمثلا لو افترضنا أن باحث يريد دراسة مشكلات طلاب جامعة قاصدي مرباح ورقلة في جميع الكليات فإن مجتمع البحث هنا هو جميع الطلاب في جميع الكليات، فهل من المفروض أن يدرس الباحث كل الطلاب؟ وهل يحتاج لذلك؟ وهل يستطيع؟ وهل يملك الوقت الكافي؟ 

إن طلاب جامعة ورقلة مثلا معهد تقنيات ونشاطات العلوم البدنية والرياضية يزيد عددهم عن 600 طالب وهو مجتمع ضخم لا يستطيع الباحث أن يدرسه فماذا يفعل إذن؟
على الباحث أن يختار جزءا من مجتمع البحث يسمى عينة البحث انه في مثل هذه الحالة يشبه الطبيب الذي يحلل دم المريض، انه لا يحلل كل دم المريض إنما يأخذ عينة صغيرة فقط ولا شك أن لهذه العينة الصغيرة الخصائص نفسها لدم المريض كله، فالطبيب لا يحتاج لتحليل كل الدم ولا ضرورة لذلك، وكذلك الباحث لا يحتاج إلى دراسة كل أحوال و مشكلات كل بل يختار عينة منهم أو عينة تمثلهم وهكذا يمكن أن نفهم الأسباب التي تدفع الباحث إلى اختيار العينة بدلا من دراسة المجتمع كله من خلال ما يلي[4]:
دراسة مجتمع البحث الأصلي كله يتطلب وقتا طويلا وجهدا شاقا وتكاليف مادية مرتفعة. 

المطلب الثاني: كيفية اختيار العينة

تمر عملية اختيار العينة بعدة خطوات نوضحها فيما يلي :

1-   تحديد مجتمع الدراسة: بشكل واضح ودقيق  من حيث التسمية والسمات  والخصائص التي تميز أفراده عن غيرهم، ليستطيع تبين حجم  المجتمع  ومدى تجانسه لان ذلك يؤثر في عدد أفراد العينة  ونوعية العينة التي سيختارها.

2-   تحديد أفراد المجتمع الأصلي  للدراسة: وترتيبهم في جداول بارقام متسلسة إن أمكن ذلك، لان ذلك يسهل في اختيار عينة ممثله للمجتمع بشكل افضل.

3-   تحديد متغيرات الدراسة: وذلك لضبط اكبر عدد ممكن  من المتغيرات غير المدروسة وتقليل المتغيرات الدخيلة([5]) ، ففي دراسة ( أثر طريقة الاستقصاء  في التدريس للمرحلة الثانوية على مستوى التحصيل)فإن هناك متغيرات غير واضحة في الدراسة بشكل مباشر مثل الظروف والامكانات التي توفرت للطالب في المرحلة الاساسية، مدى معرفة بعض الطلبة لهذا الطريقة سابقا.

4- اختيار عينة ممثلة : بعد تحديد القوائم التي تحوي أفراد  المجتمع  وبعد تحديد العدد اللازم لأفراد العينة ،وتحديد نوعية العينة الملائمة للدراسة والتي تلبي حاجات الدراسة وفقا لأنواع العينات يتم اختيار العينة.

المطلب الثالث: أنواع العينات[6]

تختلف أنواع العينات باختلاف الطرق التي تتبع في اختيارها وان كانت جميعها تهدف إلى تمثيل جميع مميزات وخواص المجتمع الأصلي، في الواقع هناك نوعين من العينات الإحتمالية وغير الإحتمالية نتطرق لهم بإختصار:

أ‌-      العينات الإحتمالية أو العشوائية

1-   العينة العشوائية البسيطة :

هي عينة قائمة على الصدفة،وهي أبسط أنواع العينات رغم أنها تتبع خطوات معروفة المتمثلة في أن تمثل مفردات المجتمع بأوراق يكتب عليها حرف أو رقم يمثل فردا معينا من المجتمع حيث لا يمثل إلا مرة واحدة،ثم توضع هذه الأوراق في كيس وتخلط جيدا،ثم نختار منها عددا بطريقة عشوائية بما يساوي عدد العينة المرغوبة،بعدها يقرأ الباحث الأرقام عشوائيا حسب الترتيب أي في اتجاه أفقي،وحينما يقرأ رقما يوافق الرقم المكتوب على الورقة سيكون هذا الرقم مفردة من مفردات العينة المختارة.

2-   العينة العشوائية المنتظمة

وفيه نختار العينة عن طريق اختيار المفردات من مسافات متساوية على القائمة بعد إعداد إطار المجتمع الأصلي،ونبدأ باختيار رقم من(1-10)بطريقة عشوائية ولنفرض بأنه رقم (6)فيكون الاسم في الترتيب السادس هو الفرد الأول في العينة. ثم نضيف بعد ذلك10حتى نحصل على الرقم 16 وتسير بنفس التسلسل إلى نهاية الأرقام.

مثال :

نتصور مجتمع مكون من 500 فرد، نريد أخذ عينة منه عددها 100 فرد، فإذا بدأنا بالرقم 6 يليه الرقم 16 وهكذا دواليك يكون اختيار العينة المنتظمة بحيث يكون أول اختيار عشوائي وأن من أهم مميزات العينة المنتظمة هو بساطتها وسهولة إجرائها وقلة الأخطاء الناجمة عن الاختيار.

3-   العينة الطبقية[7]

في الغالب ينقسم هذا النوع إلى فئات أو طبقات وفق خواص و مزايا معينة مثل:السن،المهنة،الجنس.
بحيث يقسم المجتمع الأصلي حسب الفئات المطلوبة،وتأخذ كل فئة على حدا عشوائيا فمثلا يقسم أفراد المجتمع إلى عمال،طلبة،منتجين.
نختار شريحة واحدة من شرائح المجتمع،ولتكن العمال مثلا،ثم نختار العدد المطلوب منها، حيث يكون ربع العدد الأصلي،فلو فرضنا أن حجم العينة هو(100شخص)موزعين على (4فئات)،فيكون العدد المقسم هو(25)لكل فئة.وبعد ذلك يبدأ الباحث بإجراء الدراسة وجميع المعلومات وفق هذا العدد وهذا التقسيم

ب‌- العينات غير الاحتمالية[8]

وهي التي يكون انتقاء العينة فيها نتيجة الصدفة ،ذلك أن احتمال اختيار عنصرها يكون من ضمن العينة هو غير معروف وغير محدد مسبقا وتكون على عدة أنواع:
1- العينة الفرضية:

وتتم عندما لا يكون أمام الباحث أي اختيار لا في إحصاء مجتمع البحث ولا في اختيار العناصر بطريقة عشوائية
2- العينة النمطية:وتتم عن طريق البحث عن عناصر تكون بمثابة صور نمطية لنفس مجتمع البحث الذي استخرجت منه،فإذا أردنا مثلا معرفة درجة الاهتمام بالرياضة عند الطلبة بالجامعة، يكون طلبة الرياضة مركز الاهتمام للاعتقاد أن هؤلاء هم أكثر اهتماما بالرياضة من غيرهم،فنحن إذن نوجه اختيارنا نحو عناصر لها خصائص تسمح لنا أن نقول عنها أنها نموذج.

المطلب الرابع : أساليب اختيار العينة ومزاياها وعيوبها

أولا: أساليب اختيار العينة

يمكن حصر ثلاثة أساليب لتحديد العينة وهي:[9]
1- الأسلوب العشوائي:

يقوم الأسلوب العشوائي على عامل الصدفة في اختيار مفردات البحث، حيث يتم سحب مفردات البحث باستخدام طريقة القرعة التي يمنح الباحث من خلالها لوحدات المجتمع فرص متساوية للظهور في عملية السحب عن طريق كتابة هذه المفردات الخاضعة للسحب في قائمة دون إهمال أو تكرار لأي منها.
2- الأسلوب المنتظم:

يستخدم الأسلوب المنتظم في الحالات التي يكون فيها مفردات المجتمع الأصلي متباينة من حيث طبيعة المعلومات المطلوبة،وهو أسلوب يقوم على مبدأ توزيع مفردات العينة على مجموعات متساوية من مجتمع البحث وهذا التطبيق يتطلب أولا تحديد حجم مجتمع البحث تحديدا دقيقا،وثانيا تحديد حجم العينة المراد سحبها،وثالثا إيجاد طول فارق العددي مجموعة من الاختيار من خلال قسمة الحجم الأول على الحجم الثاني ثم في الأخير تعبر العدد العشوائي على مستوى المجموعات المحصل عليها بطريقة الأسلوب العشوائي السالف الذكر.
مثال:*لدينا مجتمع بحث يتكون من 1000مفردة ونرمز لهذا المجتمع بالرمز "ي".
*
أراد الباحث سحب عينة حجمها 10 ٪ أي عدد مفردات العينة هو 100 مفردة (1000×10٪ ÷100=100مفردة)،

ونرمز لمفردات العينة بالرمز"ن".
*
نقوم بحساب طول مسافة الاختيار أي (الفارق العددي)بقسمة "ي"على"ن"

أي مجموع مفردات المجتمع الأصلي على مجموع مفردات العينة 1000÷100=10 طول مسافة الاختيار(الفارق العددي) ثم نختار بطريقة عشوائية رقم لا يفوق قيمة هذا الفارق وأي من [1إلى10]ونفترض أن السحب العشوائي أسفر عن اختيار رقم6 حينئذ يكون الاختيار:
6+10=16 / 16+10=26 / 26+10=36 / 36+10=46 / 46+10=56 /

3- الأسلوب القصدي:

وهو أسلوب يقوم الباحث باختيار مفرداتها بطريقة تحكمية لا مجال فيها للصدفة بل يقوم هو شخصيا باقتناء المفردات الممثلة،وهذا لإدراكه المسبق ومعرفته الجيدة لمجتمع البحث ولعناصره الهامة.

ثانيا: مزايا وعيوب العينة[10]

1- مزايا العينة

-الاقتصاد في التكاليف.
-الاقتصاد في الوقت.
-الاقتصاد في الجهد البشري.
-التوصل إلى نتائج بأسرع وقت.
2- عيوب العينة

-الخطأ في اختيار العينة يؤثر في نتائج البحث.
-
حجم العينة في بعض الأحيان يؤثر على نتائج البحث.
-
في بعض الأحيان تحدث أخطاء نتيجة ردود فعل العينة التي يقوم الباحث بدراستها.
-
اختيار العينة في بعض الأحيان لا يتناسب مع نوعية الدراسة ومستواها

المبحث الثاني: الإطار النظري لمجالات الدراسة

   ان تحديد مجالات الدراسة في البحث العلمي هو عبارة عن صياغة الباحث العلمي لمحددات البحث المقصود منه الحصول على شهادة ما، حيث يظن البعض ان مجالات الدراسة في الابحاث هي التخصص العلمي للبحث مثل التخصص في العلوم التربوية او الاجتماعية، ولكن معنى مجالات الدراسة في البحث العلمي هو “محددات البحث”. حيث يحتاج الباحث الى صياغة مشكلة الدراسة، ومن الاجزاء العلمية مطلوب كتابتها اثناء صياغة مشكلة البحث ما يعرف بمجالات الدراسة.

يجب على الباحث العلمي ان يكون على دراية كبيرة بموضوع دراسته والاطارات المحددة له؛ ليعرف ابعاد المشكلة ويعمل على حلها بتقديم حلول ونتائج واقعية، صادقة، وذات اهمية كبيرة لمجتمع الدراسة والمشاركين بها. لكل بحث علمي مشكلة او موضوع دراسة، ولكل موضوع حدود مكانية، واخرى زمانية، واجتماعية ميدانية.

قبل العمل على “مشكلة البحث” على الباحث العلمي ان يحدد دراسته، والوقوف على ابعاد المشكلة وتأثيرها وما يؤثر فيها، ينتج عن حدود او مجالات الدراسة معرفة صادقة بالمتغيرات، وتحديد وسيلة او اداة لجمع البيانات والعمل على تحليلها في ما بعد.   

مجالات البحث هي حدوده التي يمكن تعميم النتائج عليها، وهي الحدود الزمانية والمكانية والبشرية وفي ما يلي تفصيل لكل عنصر على حدا.[11]

المطلب الأول: المجال الزمني [12]

يقصد بالمجال الزمني Time dimension الفترة الزمنية التي يستغرقها الباحث في جمع المعلومات فقط، وعلي هدا يدخل في المجال الزمني اعداد خطة البحث،ووضع اهدافه، وكتابة الجزء النظري المتعلق بالدراسات السابقة ،ووقت تصميم واختيار ادوات البحث ،ولا يدخل فيه ايضا وقت ادخال البيانات في الحاسوب ،وتحليلها ،وكتابة تقرير البحث وطباعته ونشره ،فالمدة التي يستغرقها الباحث من بداية مشروع البحث حتي طباعته ونشره تسمي فترة انجاز البحث ؛ لان هده الفترة الزمنية لا علاقة لها بتعميم النتائج ،فالمهم في التعميم هو متي جمع المعلومات دون بقية الاجراءات الاخري.

والمجال الزمني –اومايسمي احيانا البعد الزمني ، او حدود البحث الزمنية – قديكون فترة واحدة متصلة وقد يكون فترات متقطعة ،وهي كماياتي :

اولا: الدراسات دات الفترة الواحدة

الدراسات دات الفترة الواحدة هي تلك الدراسات التي يتم جمع المعلومات فيها في فترة واحدة دون انقطاع ،بحيث تحدد فترة زمنية معينة لجمع المعلومات تبدا من وقت محدد وتنتهي في وقت محدد اخر، فتبدا بعد تصميم ادوات البحث واختبارها ، وتنتهي قبل معالجة الاحصائية والتحليلية للبيانات ، ومعظم الدراسات الاجتماعية والجنائية تدخل في هدا النوع من الدراسات ، ومن الامثلة علي دلك دراسة تاثير مشاهدة الام العنف علي سلوك المراهقين في دراسة اجريت علي عينة واحدة من طلبة المدارس الثانوية في مدينة الرياض ، وقد جمعت المعلومات بالاستبانة في شهر رجب من عام 1426 هن وقد جمعها عدد كبير من جامعي المعلومات .

ثانيا: الدراسات التتبعية

الدراسات التتبعية هي تلك الدراسات التي يتم جمع المعلومات فيها في فترات زمنية متقطعة وغير متصلة ، وتنقسم هده الدراسات عدة انواع .

المطلب الثاني: المجال المكاني [13]

يعني المجال المكاني     space dimensionالموقع الدي يتم فيه اجراء الدراسة ،ويعد المجال المكاني الحد او البعد الثاني للدراسة ،بالاضافة الي البعدين الاخرين وهما : البعد الزمني ، والبعد البشري ، ومن الضروري في كل الاحوال توضيح المجال المكاني لدراسة : لان نتائجها ستعمم علي هدا المكان دون غيره فلا يمكن قبول يمكن دراسة او بحث دون ان تحدد ابعاده الثلاثة.

ومن الامثلة علي دلك دراسة سرقة المتاجرة في مدينة الرياض ، فالبعد المكاني هنا هو مدينة الرياض بحدودها الجغرافية المعروفة ، وادا استثني احد احياء مدينة الرياض ولم يكن له نصيب من الدراسة ، فمن الضروري استثناؤه من المجال المكاني حيث يقال : المجال المكاني لهده الدراسة هو مدينة الرياض ماعدا حي الملز مثلا . وقد يكون استثناء احد المواقع من مجال المكاني من العيوب التي توخد علي دراسة ، ولهدا لابد بيان المبررات العلمية والواقعية التي دعت الي استثناء هدا الموقع من الدراسة .

 المطلب الثالث: المجال البشري[14]

يعد المجال البشري Population البعد الثالث او الحد الثالث للدراسة او البحث، ويعني الجانب البشري الدي يتم اختيار العينة منهم. ويشار الي المجال البشري داىما بعبارة-مجتمع البحث- ، ففي المثال السابق حول المجال المكاني قد يكون المجال البشري في تلك الدراسة هو كل السارقين للمتاجر في مدينة الرياض ، وعدد السارقين في مدنية الرياض لن يكون عددا قليلا يمكن دراسته في فترة زمنية معقولة ،ولدلك فان الحل لدراسة هدا الموضوع هو اللجوء الي اخد عينة ممثلة من هولاء السارقين الكثيرين.

ومن الامثلة ايضا المجال البشري دراسة العنف المدرسي ؛ وهو سلوك المشاغبات والمضاربات في المدارس فيما بين الطلاب ومسؤولي المدارس في مدينة الرياض للمرحلة الثانوية. فالمجال البشري –مجتمع البحث- هنا هو؛ كل طلاب المرحلة الثانوية في مدينة الرياض ، او كل المدارس الثانوية في مدينة الرياض، وفي هدا المثال نحن امام نوعين من مجال البشري هما: المدارس الثانوية كمؤسسات، وطلبة المدارس الثانوية كافراد.

وتحديد المجال البشري يعتمد علي وحدة التحليل؛ فادا كانت وحدة التحليل هي –الطالب- اي توجيه السؤال الي الطلبة مباشرة، او دراسة ملفاتهم، او مراقبة سلوكهم، فان المجال البشري ادن هم طلبة المدارس الثانوية بالرياض. اما ادا كانت وحدة التحليل هي –المدرسة الثانوية- ؛ اي جمع معلومات عمومية عن كل مدرسة علي حدة علي شكل تقارير او معلومات مجمعة ومبوبة في جدوال ولايدكر فيها اسماء اوشخصيات الطلاب، فان المجال البشري ادن هو المدراس الثانوية بالرياض . وعلي هدا فان تحديد المجال البشري –مجتمع البحث- ضروري جدا لتعميم النتائج المتحصلة من الدراسة بواسطة العينة الممثلة لهدا المجتمع.

خاتمة:

إن تصميم العينة يعتمد على موضوع البحث الذي يعزم الباحث القيام به ويعتمد على دقة المعلومات التي يقوم الباحث بتحقيقها في بحثه. إضافة إلى اعتمادها على طبيعة السكان المبحوث عنهم أي كون مجتمع البحث متجانسا أو كونه كبيرا أو صغيرا من ناحية حجمه. وأخيرا يعتمد على الإمكانيات المادية والبشرية والزمنية المتيسرة للباحث. 


[1]- أحمد بن مرسلي ، مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام و الإتصال. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية،2005. ص 44

[2]- نفس المرجع، ص 64

[3]- فضيل دليو، أسس البحث وتقنياته في العلوم الاجتماعية. قسنطينة: ديوان المطبوعات الجامعية،1997. ص 33

[4]- نفس المرجع، ص 55

[5] - Bruce W. Tuckman. (1994)Conducting  Educational  Research. Fourth Edition.Harcourt Brace & company

 

[6]- عبيدات،د.محمد. وآخرون.(1997) منهجية البحث العلمي:القواعد والمراحل والتطبيقات.وائلللنشر.عمان.ص 90

[7]- عبيدات،د.محمد. وآخرون.(1997) منهجية البحث العلمي نفس المرجع السابق، ص 95

[8]- علي عبد الرزاق إبراهيم،عبد الهادي أحمدالجوهري،المدخل إلى المناهج وتصميم البحوث الاجتماعية.الاسكندرية:المكتب الجامعي الحديث،2002 ص 44

[9]- عبيدات، ذوقان وآخرون (2001). البحث العلمي مفهومه أساليبه أدواته. دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، ط7 عمان، الأردن. ص 35

-          [10]- أبو علام، رجاء (2006). منهاج البحث في العلوم الإنسانية والتربوية. ط5، القاهرة: دار النشر للجامعات. ص 45-46

[11]- السيف محمد ابراهيم، 1419 هـ، تصميم خطة وكتابة البحث الميداني في العلوم الانسانية – الاجتماعية والامنية والتربوية، والادارية والسياسية والدينية، الرياض، كلية الملك فهد الأمنية، ص 21

[12] - صالح بن عبد الله الديل، مهارات البحث الاجتماعي وتقنياته، دار العبيكان للنشر، الرياض السعودية، ص 102

[13] - صالح بن عبد الله الديل، مهارات البحث الاجتماعي وتقنياته، نفس المرجع السابق، 104

[14] - المرجع نفسه، ص 104

تحميل البحث بصيغة وورد وباوربوانت هنا : تحميل

google-playkhamsatmostaqltradent