recent
أخبار ساخنة

كيفية صياغة مشكلة البحث في البحوث العلمية

كيفية صياغة مشكلة البحث في البحوث العلمية 

كيفية صياغة مشكلة البحث في البحوث العلمية 

سنعالج هذا من الموضوع من خلال النقاط التالية

1- مفهوم المشكلة.

2- مصادر الحصول على مشكلة البحث.

3- أسس اختيار مشكلة البحث.

4- تحديد مشكلة البحث.

5- تقويم مشكلة البحث.

6- أهمية الدراسات السابقة في تحديد مشكلة البحث.


مفهوم المشكلة

يقصد بكلمة ”مشكلة“ بشكل عام :

هي حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمام إشباع حاجاتنا (الجوع) أو موقف غامض لا نجد له تفسيرا محددا (عدم اهتمام الطلبة بالمادة).

وفي مجال البحث العلمي يقصد بمفهوم المشكلة أحد الأمور التالية:

-أ سؤال يحتاج إلى إيجاد جواب شافي ووافي، ومبني على أدلة وحجج وبراهين. مثال ذلك:

-هل توجد علاقة بين أتعاب المراجع وجودة المراجعة؟

ب- موقف غامض يحتاج إلى إيضاح وتفسير واف وكاف. مثال ذلك:

-ضعف العلاقة بين حركة الأسهم وأداء الشركات المساهمة.

ج- حاجة لم تلب أو تشبع، ولكن توجد عقبات وصعوبات أمام تلبية أو إشباع مثل تلك الحاجة. مثال ذلك:

-عدم تناسب مبالغ الأصول بالقوائم المالية مع الأسعار الحالية لهذه الأصول.


مصادر الحصول على المشكلة

يمكن تحديد المصادر التالية للمشكلات:

أ- محيط العمل والخبرة العملية:

  يستطيع الإنسان من خلال تجاربه العلمية وخبرته الفردية في المحيط الذي يعمل فيه، أو المؤسسة التي ينتسب إليها أي شخص عدد من المواقف والحالات التي تعكس مشكلات قابلة للبحث والدراسة مثال ذلك.

-موظف في مصلحة الزكاة والدخل يستطيع أن يبحث في مشكلة اختلاف تقدير مبلغ الزكاة  من موظف إلى آخر ولنفس المنشأة.

ب- القراءات الواسعة والناقدة:

  من خلال قراءات الفرد ومطالعاته الناقدة والمتعمقة يستطيع أن يحدد مواقف وحالات غير مفهومة لديه وتثير لديه تساؤل أو مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها .

ج- البحوث والدراسات:

  يوصي الباحثون زملائهم اللاحقين عادة بمعالجة مشكلة ما أو مجموعة مشاكل ظهرت أثناء بحثهم والقيام بمزيد من البحوث في مجال محدد حيث تبرز عندهم مشكلة جديدة من المشاكل الجانبية لا يستطيعون ترك موضوعهم الأصلي ومشكلتهم الأصلية والخوض بها.

أسس أو معايير اختيار مشكلة البحث

        هناك عدد من الأسس أو المعايير التي يمكن أن تساعد الباحث في اختيار مشكلته التي يريد بحثها ومن أهمها ما يلي :

أ- معايير ذاتية:

        تتعلق هذه المعايير بشخصية الباحث وخبرته وإمكاناته وميوله، حيث لا يستطيع الباحث معالجة مشكلة ما إلا إذا كان يميل إلى هذه المشكلة ويمتلك الإمكانات الكافية لحلها، وتتلخص أبرز المعايير الذاتية بما يلي:

         اهتمام الباحث: يميل الباحث إلى اختيار المشكلات التي يهتم بها اهتماماً شخصياً، فالشخص الذي يميل إلى مشكلة ما يستطيع بذل جهود نشطة لحلها، أما إذا كان غير مهتم بمشكلة ما فإنه ينفر منها، ولا يستطيع تحمل المتاعب التي يتطلبها حل هذه المشكلة.

         قدرة الباحث: إن اهتمام الباحث بموضوع ما هو أمر هام يثير دوافع الباحث للعمل، ولكن الاهتمام وحده ليس كافياً لكي يختار الباحث مشكلة بحثه، فلابد من توفر ابقدرة الفنية، والمهارات اللازمة للقيام بهذا البحث.

         توفر الإمكانات المادية: إن بعض الأبحاث تتطلب إمكانات مادية كبيرة قد لا تتوفر لدى الباحث مما يجعل مهمته عسيرة، ولذلك لابد أن يراعي الباحث في اختياره لمشكلته توفر الإمكانات المادية اللازمة لبحثه.

         توفر المعلومات: إن دراسة مشكلة البحث تتطلب الحصول على معلومات وبيانات معينة قد توجد في مراجع أو كتب أو مخطوطات، وقد توجد في مراكز للتوثيق أو في ذاكرة بعض الأشخاص. ولا شك أن توفر المعلومات عن المشكلة وأبعادها يسهل مهمة الباحث ويجعله أكثر قدرة على معالجة جوانب البحث.

         المساعدات الإدارية: تتمثل المساعدات الإدارية في التسهيلات التي يحتاجها الباحث في حصوله على المعلومات المطلوبة، وخاصة في الجانب الميداني، مثال ذلك فسح المجال أمام الباحث في مقابلة الموظفين والعاملين، وحصوله على الإجابات المناسبة لاستبيانه أو مقابلته، وتهيئة البيانات التي يحتاجها عن المؤسسة أو الموقع الذي يخص بحثه، وما شابه ذلك من التسهيلات الضرورية لإنجاح البحث أو الرسالة.

ب- معايير علمية واجتماعية:

        تتعلق هذه المعايير بمدى أهمية المشكلة التي يختارها الباحث وفائدتها العلمية، وانعكاس هذه الفائدة على المجتمع وتقدمه أو على تقدم العلم وتحقيق إنجازات علمية.

ومن أبرز المعايير الاجتماعية والعلمية ما يلي :

         الفائدة العلمية للبحث: إذا أخذنا هذا المعيار في اختيار مشكلة البحث، فإن الباحث يجب أن يسأل نفسه السؤال التالي: هل هذا البحث مفيد؟ ما الفائدة العملية له؟ ما الجهات التي تستفيد منه؟ فإذا  وجد إجابات إيجابية كافية على هذه الأسئلة، فإن ذلك سيشجعه على اختيار موضوع البحث أو مشكلة البحث، من الناحية العملية فالأجدر به أن لا يخوض في هذا الموضوع.

         مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة: هنا يسأل الباحث نفسه:

هل سيسهم بحثي في تقدم المعرفة الإنسانية؟ هل سأتوصل إلى حقيقة معروفة؟ هل سأقدم شيئاً جديداَ في هذا المجال؟

لا شك أن الإجابة الإيجابية على هذه الأسئلة تعطي الباحث مبررات هامة للقيام بهذا البحث.

         تعميم نتائج الدراسة: يحاول الباحث اختيار مشكلته وتصميم بحثه بحيث يكون لها طابعاً عاماً وبحيث يسهل تعميم نتائجها على الحالات المشابهة، صحيح أن التعميم فيه خطورة.

فمثلاً: إننا إذا أخذنا موضوعاً عن المعلمين ومشكلاتهم فإننا لا نهتم بمعلمين في مدرسة معينة بل نحاول اختيار مشكلة لها طابع معين ونصمم إجراءاتنا وأدواتنا بحيث نكون قادرين على أن يركز بحثنا على المعلمين بشكل عام.

         مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى :    إن تقويم مشكلة البحث يجب أن يكون من خلال قدرتها على إثارة اهتمام الباحثين الآخرين بمعالجة جوانب أخرى في هذا النوع، ولذلك نستطيع القول إن كشف بحث ما عن مجالات جديدة تحتاج إلى بحث هي إحدى النتائج الهامة لهذا البحث. والبحث الجيد يكشف عن مشكلات هامة أما البحث الذي ينتهي بالوصول إلى نتائج محدد فهو بحث مغلق.

تحديد مشكلة البحث:

                إننا نعني بتحديد المشكلة صياغة المشكلة في عبارات واضحة ومفهومة ومحدودة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها، وتفصلها عن سائر المجالات الأخرى.

        إن تحديد المشكلة على هذا النحو يؤدي عدداً من الأغراض مثل: توجه الباحث إلى العناية المباشرة بمشكلته وجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بها. كما أن تحديد المشكلة يرشد الباحث إلى المصادر الحقيقية المرتبطة بمشكلته حيث ستزوده هذه المصادر بالمعلومات اللازمة. فإذا استطاع الباحث أن يحدد مشكلته ويقدمها بصورة لفظية دقيقة ويحدد المعنى المقصود من هذه الألفاظ فإنه يكون قد أنجز جزءاً هاماً من بحثه.

صياغة المشكلة :

        هناك طريقتان لصياغة المشكلة هما :

(أ) أن تصاغ المشكلة بعبارة لفظية فإذا أراد باحث ما أن يبحث في العلاقة بين متغيرين مثل القوائم المالية وقرارات المستثمرين فإنه يكتب مشكلته بالعبارة التقديرية التالية:

” علاقة القوائم المالية بالقرارات الاستثمارية“

(ب) يفضل معظم العاملين في ميدان البحث العلمي أن تصاغ المشكلة بسؤال أم أكثر، وبذلك يمكن صياغة المشكلة السابقة بالسؤال التالي:

        ”ما أثر الذكاء على التحصيل الدراسي لطلاب المرحلة الابتدائية“؟

        إن صياغة المشكلة في سؤال تبرز بوضوح العلاقة بين المتغيرين الأساسيين في الدراسة، وهذه الصياغة تعني أن جواب السؤال هو الغرض من البحث العلمي، ولذلك تساعدنا هذه الصياغة في تحديد الهدف الرئيسي للبحث.

معايير صياغة المشكلة:

وضوح الصياغة ودقتها:

        أ- إن صياغة المشكلة بشكل سؤال هو أكثر تحديداً ووضوحاً ودقة من صياغتها بشكل تقريري.

ب- أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات الدراسة:

        إن المتغيرات في مثالنا السابق هي الذكاء والتحصيل الدراسي، فهذه المشكلة تطرح علاقة بين متغيرين، وهناك أمثلة كثيرة على المشكلة التي تبرز متغيرين مثل:

ما أثر حجم مكتب المراجعة على جودة المراجعة؟

(ج) إن صياغة المشكلة يجب أن تكون واضحة بحيث يمكن التوصل إلى حل، فصياغة المشكلة السابقة بشكل سؤال يساعدنا على اتخاذ الإجراء اللازم لقياس أثر المنهج على تنمية الاتجاهات بشكل عملي تطبيقي، فالمشكلة يجب أن تصاغ بحيث تكون قابلة للاختبار المباشر.

معايير تقويم مشكلة البحث:

        يمكن تقويم مشكلة البحث من خلال المعايير التالية:

1- هل تعالج المشكلة موضوعاً حديثاً أم موضوعاً مكرراً؟

2- هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة؟

3- هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة؟

4- هل ستؤدي هذه المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى؟

5- هل يمكن تعميم النتائج التي يمكن التوصل إليها من خلال بحث هذه المشكلة؟

6- هل ستقدم النتائج فائدة عملية إلى المجتمع؟

أهمية الدراسات والأبحاث السابقة في تحديد مشكلة البحث:

إن الاطلاع على هذه الدراسات يمكن أن يوفر للباحث ما يلي:

1- بلورة مشكلة البحث الذي يفكر فيه، وتحديد أبعادها ومجالاتها، لأن الاطلاع على الدراسات السابقة سوف يقود الباحث إلى اختيار سليم لبحثه يبعده عن تكرار بحث سابق أو يخلصه من صعوبة وقع فيها غيره من الباحثين.

2- إثراء مشكلة البحث التي اختارها الباحث حيث يوفر الاطلاع على الدراسات السابقة، فرصة واسعة أمام الباحث بالرجوع إلى الأطر النظرية والفروض التي اعتمدتها هذه الدراسات.

3- تزويد الباحث بالكثير من الأفكار والأدوات والإجراءات والاختيارات التي يمكن أن يفيد مها في إجراءاته لحل مشكلته.

4- تزويد الباحث بالكثير من المراجع والمصادر الهامة، حيث يحدد كل بحث أو دراسة عدداً من المراجع الهامة التي اعتمدها هذا البحث.

5- توجيه الباحث إلى تجنب المشاكل التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفه بالصعوبات التي واجهها الباحثون.

6- الإفادة من نتائج الأبحاث والدراسات السابقة في بناء فرضيات البحث واستكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة.

google-playkhamsatmostaqltradent