recent
أخبار ساخنة

الصورة الكاريكاتورية في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري مذكرة ماستر جوان 2019

بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعـــة قـــاصــدي مربــاح – ورقلــة         
كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية
قسم علوم الإعلام والاتصال
تخصص: اتصال جماهيري والوسائط المتعددة

دورالصورة الكاريكاتورية في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري

تحليل سيميائي لمجموعة من الصور الكاريكاتورية عبر الفايسبوك


مذكرة ماستر جوان 2019





تحميل هذا العرض 


أصبح التأثير في الجماهير أكبر وأكثر فعالية وتوجيه، وهذا من خلال تعدد الوسائط وتشعّب قنوات الاتصال، فالكلمة والصورة والصوت أصبحت مؤشرات غاية في الأهمية لتحديد أفق خاص للمتلقي وبعثه نحو تأويل خاص، مما يحقق الهدف الأسمى من وراء هذه الوسائط وهو التأثير والتوجيه، ومن ثمة صناعة جمهور محدد وفق شروط مسبقة، وعبر استقراء وسائل التواصل الاجتماعي وما تتمتع به من انتشار واسع وهيمنة، نجدها تحمل العديد من الوسائل اللغوية وغير اللغوية، حيث تعمل في مجملها على التأثير والتوجيه وصناعة الرأي من خلال النقد، ومن بين هذه الأدوات/الوسائط نجد الصورة بشكل عام وما تحمله من قيم تدفع المتلقي إلى إدراك مخصوص.

 عبر دخول الصورة مجال الصحافة والإعلام أصبحت أكثر توجيها وتأثيرا، لكونها محمّلة بقيم وأهداف مسبقة، وعبر الغوص خلفها نجدها تظهر في أنماط وأشكال مختلفة من حيث الهدف وطريقة التصوير ونوعه، ومن جهة أخرى نرصد تحوّلها في القناة الإعلامية من المكتوبة إلى الرقمية وما تبع هذا التحوّل من أنماط بنائية ودلالات محمّلة في متنها، مما يدفع بالمتلقي إلى تأويل خاص، وهنا مكمن البعْد السيميائي للصورة، وقدرتها على ترميز الواقع والأحداث. 
من خلال تتبّع أشكال الصور وأنماط حضورها في الصحافة المكتوبة أو الرقمية نجد منها الصورة الكاريكاتورية التي تعد نمطا فريدا في التعبير عن الرأي بالرسم، وبعيدا عن استقراء تاريخها القديم يمكن تتبّعها من حيث البناء، فهي رسومات تحمل بنيات مختلفة؛ فيها اللغوي وفيها غير اللغوي كاللون والشكل، وعبر اتحادها جميعا تقدّم لنا اللوحة الكاريكاتورية التي تعبر في أغلبها عن موقف واحد أو قضية محددة، فهي تختصر الزمن بل توقفه في لحظة هازلة، تدفع بالمتلقي إلى طرح التساؤلات حولها، مما يجعلها عالقة في ذهنه زمنا طويلا محدثة التغيير التدريجي في تفكيره اتجاه قضية معيّنة، وقد تستمر بعض الصور الكاريكاتورية زمنا طويلا بل تصبح رمزا كما في صورة حنظلة – الطفل الفلسطيني – بهذا تصبح الصورة الكاريكاتورية سلاحا قويا في نقد الواقع أو أي ظروف أخرى يراها الفنان، ومن خلال دخول هذا النمط من التصوير في عالم مواقع التواصل الاجتماعي أصبح أكثر حدة وأعظم شأنا في التأثير والتوجيه، فعبر الكاريكاتير يتم صناعة الرأي ومحاربة الفساد وتوجيه السلطات المختلفة للزوايا المظلمة من القضايا الاجتماعية، فدوره بمثابة إضاءة فكاهية للمناطق المنسية في قضايا المجتمع المختلفة، وانطلاقا من سيطرة الجانب النقدي الاجتماعي على الكاريكاتير أصبح لصيقا بتلك القضايا حتى كأنه وُجد من أجلها، ومن هنا برز موضوعنا حول هذا الشكل من التصوير ودوره في نقد الواقع الاجتماعي على اختلاف قضاياه، فجاء العنوان كالتالي: 
دور الصورة الكاريكاتورية في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري
تحليل سيميائي لمجموعة من الصور الكاريكاتورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وقمنا بتحديد نوع الدراسة ومجالها في التحليل السيميائي للصورة عبر التطرّق لبنياتها غير اللغوية ومدى تأثيرها ونقدها للواقع الاجتماعي الجزائري، وقمنا باختيار وسائل تواصل مختلفة كالفايس والتويتر الأكثر استخداما من طرف الجمهور الجزائري، وانطلقنا في دراستنا من تساؤل عام وهو:
ما هو دور الصورة الكاريكاتورية في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري عبر مواقع التواص الاجتماعي؟
ومنه جاءت تساؤلات فرعية:
- ما هي أبرز مظاهر تأثير الصورة الكاريكاتورية التأثير في الواقع الاجتماعي الجزائري؟.
- ما هي بنيات (مكونات) الصورة الكاريكاتورية الناقدة للواقع الاجتماعي؟. من حيث:
- حجم الصورة
- الألوان
- الشكل
- الخطوط

- ما هي أهم القضايا الاجتماعية التي عبّرت عنها الصور الكاريكاتورية؟.
الفرضيات:
- للصورة الكاريكاتورية دور مهم في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري.
- العلامات غير اللغوية في الصورة الكاريكاتورية لها الدور الأكبر في التأثير.
- من خلال نمط الصورة الكاريكاتورية يمكن رسم ملامح خاصة بالمجتمع وقضاياه.
أهداف الدراسة: 
من خلال الدراسة نحاول الوصول إلى:
- دور الصورة الكاريكاتورية في نقد الواقع الاجتماعي الجزائري.
- مدى قدرة الصورة الكاريكاتورية على التأثير والتوجيه.
-  رسم ملامح محددة للمجتمع واستجاباته من خلال هذا النمط التصويري. 

  أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الموضوع في تسليطه الضوء على جانب مهم من الوسائط التي لها تأثير في توجيه الجماهير، وكشف الغطاء على البنيات المشكّلة لهذا النمط التصويري، كما نرصد أهم الأساليب العلمية في دراسة هذا الشكل، إضافة إلى كشفنا على قدرته في التأثير والتوجيه التي يمارسها على الجماهير مما يحقق أهداف التواصل الحقيقية. كما يمكّننا الموضوع من الكشف عن دور الفن في صناعة الرأي، وهنا يظهر الدور النفعي للفن بعيدا عن فكرة الفن للفن، فالكاريكاتير له دور وأهمية في صناعة الرأي وتوجيهه كما يعد أداة مهمة في الرقابة وكشف زوايا القضايا التي لا يمكن للغة تقديمها، فالكاريكاتير هو ترميز للقضايا وفضح للواقع بطرق فكاهية تجعل التوجيه أكثر التصاقا بالمتلقي وأكثر دواما، كما تعتبر الصورة من هذا النوع سلاحا فعالا في وجه كل طغيان وتسلّط على المجتمعات.
أسباب اختيار الموضوع:
الأسباب الذاتية:
- رغبتنا في دراسة الفن الكاريكاتوري.
- شغفنا بتتبع علاقة هذا الفن بالقضايا الاجتماعية وكيف قدّمها بشكل رمزي.
- حبنا للمنهج السيميائي وكيف يتم ربطه بالصورة بمختلف أبعادها.
- رغبتنا في تقديم الجديد للمكتبة بدراسة علامية.
الأسباب الموضوعية: 
- وجود نقص في البحوث من هذا النوع فأردنا تقديم الجديد.
- ابراز دور فن الكاريكاتير في كشف خبايا القضايا الاجتماعية ونقدها رمزيا.
- وجود منهج وأدوات قوية يمكنها الإحاطة بالموضوع وتأطيره ليُقدّم كل ما في جعبته للمتلقي.
المنهج المتبع:
تقتضي طبيعة الدراسة الاعتماد على المنهج السيميولوجي الذي يعد علم يدرس أنساق العلامات والأدلة والرموز، سواء أكانت طبيعية أم صناعية. فتعنى بدراسة الظواهر الاشارية من حيث طبيعتها وخواصها وأنساقها وأشكالها.
وعبر تتبع المنهج السيميائي من حيث أدواته وأشكال تطبيقه نجد الدارسين اختلفوا في التطبيق بين سيميولوجيا التواصل إلى سيميولوجيا الثقافة إلى سيميولوجيا الدلالة التي عُرف بها رولاند بارث، حيث البحث السيميولوجي لديه هو دراسة الأنظمة والأنسقة الدالة. فجميع الوقائع والأشكال الرمزية والأنظمة اللغوية تدل. فهناك من يدل باللغة وهناك من يدل بدون اللغة المعهودة، بيد أن لها لغة خاصة. ومادامت الأنساق والوقائع كلها دالة، فلا عيب من تطبيق المقاييس اللسانية على الوقائع غير اللفظية أي الأنظمة السيميوطيقية غير اللسانية لبناء الطرح الدلالي. وقد انتقد بارت في كتابه " عناصر السيميولوجيا" الأطروحة السوسسيرية التي تدعو إلى إدماج اللسانيات في السيميولوجيا مبينا بأن" اللسانيات ليست فرعا، ولو كان مميزا، من علم الدلائل، بل السيميولوجيا هي التي تشكل فرعا من اللسانيات". وبالتالي، تجاوز رولان بارت تصور الوظيفيين الذين ربطوا بين العلامات والمقصدية، وأكد وجود أنساق غير لفظية حيث التواصل غير إرادي، ولكن البعد الدلالي موجود بدرجة كبيرة. وتعتبر اللغة الوسيلة الوحيدة التي تجعل هذه الأنساق والأشياء غير اللفظية دالة. حيث "إن كل المجالات المعرفية ذات العمق السوسيولوجي الحقيقي تفرض علينا مواجهة اللغة، ذلك أن " الأشياء" تحمل دلالات. غير أنه ما كان لها أن تكون أنساقا سيميولوجية أو أنساقا دالة لولا تدخل اللغة ولولا امتزاجها باللغة. فهي، إذاً، تكتسب صفة النسق السيميولوجي من اللغة. وهذا مادفع ببارت إلى أن يرى أنه من الصعب جدا تصور إمكان وجود مدلولات نسق صور أو أشياء خارج اللغة، فلا وجود لمعنى إلا لما هو مسمى، وعالم المدلولات ليس سوى عالم اللغة". أما عناصر سيمياء الدلالة لدى بارت فقد حددها في كتابه" عناصر السيميولوجيا"، وهي مستقاة على شكل ثنائيات من اللسانيات البنيوية وهي: اللغة والكلام، والدال والمدلول، والمركب والنظام، والتقرير والإيحاء(الدلالة الذاتية والدلالة الإيحائية). وهكذا حاول رولان بارت التسلح باللسانيات لمقاربة الظواهر السيميولوجية كأنظمة الموضة والأساطير والإشهار... الخ
ويعني هذا أن رولان بارت عندما يدرس الموضة مثلا يطبق عليها المقاربة اللسانية تفكيكا وتركيبا من خلال استقراء معاني الموضة ودلالات الأزياء وتعيين وحداتها الدالة ومقصدياتها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والثقافية. و الشيء نفسه في قراءته للطبخ والصور الفوتوغرافية والإشهار واللوحات البصرية.
العيّنة:
انطلاقا من اخيارنا لمواقع التواصل الاجتماعي حدّدا الفايس بوك باعتباره الوسط الحامل للصور الكاريكاتورية التي سنقوم بدراستها، لهذا توجّنا للصفحات الأكثر نشرا للصور وذات أعداد من المشتركين كبيرة، فوقع الاختيار على عيّنة قصدية، من خلال صفحة الكاريكاتير –باقي بوخالفة- حيث سندرس 12 صورة تم نشرها بين (01-01-2018 و31/12/2018).
حدود الدراسة:
الحدود الزمانية:
(01-01-2018 و31/12/2018).
الحدود المكانية:
 الفضاء الأزرق
تعريف الصورة:
يقصد بها كل تجسيم أو تمثيل لموضوع أو شيء ما عن الصورة في أصلها اللاتيني مشتقة من كلمة: طريق التشابه ألمنظوري أي أن الأصل الاشتقاقي يحيل على فكرة النسخ والمشابهة والتمثيل والصورة تكون إما ثنائية الأبعاد كالرسم والتصوير أو ثلاثية الأبعاد كالنقوش البارزة والناتئة والتمثيل فتترادف الصورة في الأصول الإغريقية كلمة أيقونة والتي يراد بها المشابهة والمماثلة. أما حدود الصورة المعاصرة (الصورة الرقمية) فهي تفوق الواقع وتصل إلى حدّ فشلها في إيصال المعنى الصحيح لأنه لا يتطابق مع الحقيقة فتبق الصورة في حدود الخيال فقط مثال كصور الأفلام الخرافية أو أفلام الرعب.
الصورة الكاريكاتيرية:
الصورة الكاريكاتيرية هي رسالة من الفنان إلى المشاهد في سياق مشترك قائم على بنية الواقع الذي يعيشانه معاً، ومن هذا المنطلق فإن الفكرة الكاريكاتيرية تنقسم إلى عدة أنواع، فمنها السياسية والاجتماعية. ورغم أن الكاريكاتير يستخدم الخطوط البسيطة في نقل المعنى والمضمون، فإن له الدور الأبرز في الدفاع عن قضايا مهمة منها حقوق الإنسان، وإظهار عيوب المجتمع في صورة ساخرة ممتعة تدعونا إلى إحداث التغيير في ثوابت راسخة متجذرة في الواقع غالباً ما تتطلب التجديد.
مفهوم الواقع الاجتماعي:
وهو الكائن أو القائم أو الحاصل و يتمثل بذلك الكل المتكامل الذي يتكون من عدة أبعاد نسقية أساسية هي : البعد البيئي أو الجغرافي والبعد البشري والبعد الحضاري والبعد الثقافي وأخيراً البعد التفاعلي التنظيمي ، وجميعها تتجسد بصورة مترابطة ومتكاملة في ضوء تجليات الوعي الاجتماعـي (الذاتي والموضوعي) سواء على مستوى الأشخاص أو الجماعات أو المجتمعات المحلية ، أو على مستوى المجتمع ككل وتنظيماته المختلفة. ويتم تصويره بطرائق مختلفة إما عبر التعبيرات اللغوية أو غير اللغوية كالفنون البصرية ومنها فن الكاريكاتير.

google-playkhamsatmostaqltradent